الشيخ / محمد قطب

أين نضع فكر سيد قطب من تطور الحالة الفكرية للحركة الإسلامية ؟



فكر سيد قطب هو الامتداد الحقيقي لفكر حسن البنا ؛ فحسن البنا في رسالة التعاليم يقول : "ولا نكفر مسلمًا بذنب متى نطق بالشهادتين وعمل بمقتضاها" ، وسيد قطب يتحدث عن قيد أو شرط "وعمل بمقتضاها".

وأضاف : لا شك أن الإخوان قدموا نموذجًا مهمّا في الجندية والتكافل ، لكن في جوانب أخرى أهملوها ولم يوجهوا لها الاهتمام الكافي.

ويقول : في عام 1948 حدث وعي جديد عند حسن البنا تمثل في أن الحكام ليسوا مسلمين إذا لم يحكموا شريعة الله ، وأتباعه الذين جاؤوا من بعده إما أنهم لم يدركوا هذا الوعي الجديد في خط تفكيره أو أهملوه عن قصد .


ـ ولكن متى حدث التحول الفكري الحقيقي عند سيد قطب ؟



التحول الفكري نشأ عند سيد بعد مذبحة 1945، فعبد الناصر ذبح الإخوان في السجون، والجماهير كانت تصفق له ، وتساءل : هل لو كانت هذه الجماهير تملك الوعي كانت ستصفق للطاغية ؟!! وتناقش سيد في هذا الأمر مع الشيخ محمد هواش ، وانتهي الاثنان إلى أن هذه الجماهير لو كانت تعلم حقيقة لا إله الا الله ما كانت صفقت للطاغية ، من هنا يجب أن تبدأ الدعوة من كلمة التوحيد .


ـ ولكن هل راجع سيد الظلال وفق رؤيته الفكرية الجديدة ؟



كان هناك 18 جزءًا صادرة قبل سجنه ، فأكمل في السجن حتى الجزء الثلاثين، ثم راجع عشرة أجزاء مما كتبه من قبل ، وكان يود إكمال المراجعة إلى النهاية ، لكنه لم يستطع .

كان سيد يؤمل في أن يصدر كتابا اسمه في ظلال السيرة ، لكنه لم يستطع أن يكتبه .


ـ ولكن كيف تحول سيد قطب إلى الاتجاه الإسلامي ؟



سيد نشأ نشأة قرآنية متدينة ، وهو تأثر بالعقاد .. فقد كان خالي صديقًا للعقاد ، وكان سيد يصحبه لمنزله ، وأصدر سيد عام 1947 مجلة اسمها " الفكر الجديد " لكنها توقفت بعد 13 عددًا ، وكان الفكر الشيوعي مكتسحًا في هذا الوقت ، ومجلة " الفكر الجديد " تقول : الفساد لا يمكن أن يستمر ، والحل في العودة للإسلام ، في هذا الوقت صدر أمر باعتقال سيد ، لكن رئيس الوزراء لم يشأ أن يعتقله ، فأصدر أمرًا بإرساله ضمن بعثة إلى أمريكا لدراسة نظام التعليم هناك ، وسافر فعلاً للبعثة ، وظل في أمريكا من عام 1948-195. وفي هذه الفترة كان ألف كتابه ( العدالة الاجتماعية في الإسلام ) ، وحتى هذه اللحظة لم يكن له صلة بجماعة الإخوان ، ولكن عام 1949 شاهد وهو في أمريكا حفلة ماجنة مخمورة احتفالاً بمقتل حسن البنا فقرر أن يكون عضوًا بهذه الجماعة التي يحتفل الأمريكان لمقتل زعيمها، وقال: لابد وأن أكون جنديّا فيها .

وأضاف محمد قطب : إن بدايات سيد الإسلامية بدأت على المستوى الفكري من الناحية البلاغية ، فكانت هناك قضية في هذه الوقت تتحدث عن " هل إذا تغير اللفظ تغير المعنى ، أم أن تغير اللفظ لا يؤثر في معناه؟" ، ولاحظ سيد أن القرآن الكريم حين يتغير اللفظ يأتي بمعان جديدة ويعطي صورًا جديدة للمعاني ، فمشاهد القيامة في القرآن الكريم كل مرة تأتي في صور ومعان جديدة ، فاللفظ حين يتغير يأتي بصور ومعان جديدة ، وكتب كتابه ( مشاهد القيامة في القرآن ) .




محمد قطب